ونحن نحتفي باليوم العالمي للمهاجرين الذي يصادف 18 ديسمبر من كل سنة، نغتنم هذه المناسبة التي خصصتها الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2000، لتسليط الضوء على حقوق المهاجرين وإسهاماتهم الإيجابية في مجتمعات الاستقبال، ولتشجيع التعاون الدولي في مواجهة التحديات التي تواجههم.
بالنسبة لجمعيتنا، يشكل هذا اليوم محطة هامة للوقوف على المنجزات في مجال تنزيل السياسات العمومية المتعلقة بالهجرة، بما يعزز حماية حقوق المهاجرين والنهوض بها، ويسهم في ترصيد المكتسبات ومواجهة التحديات استشرافًا لمستقبل يضمن فعلية حقوق الأشخاص المهاجرين. كما يعد فرصة لرفع مستوى الوعي بأهمية احترام حقوق المهاجرين وفقًا للقوانين الاتفاقية الدولية والصكوك الأممية، ولحظة للاعتراف بإسهاماتهم المتعددة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للبلدان المضيفة.
إنه أيضًا مناسبة للترافع من أجل تعزيز السياسات العادلة التي تدعم المهاجرين وتحميهم من التمييز والاستغلال، وفرصة لإبراز دور منظمات المجتمع المدني في تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المهاجرون، مثل الاندماج، الوصول إلى الخدمات، والعيش المشترك ضمن نسق بين-ثقافي يضمن التعدد ويعزز قيم التعايش.
وفي هذا الإطار، دأبت الجمعية على تنظيم المعرض البين-ثقافي الإفريقي 2024 Expo Interculturelle AFRICA 2024 ، احتفاءً بهذا اليوم، وبتزامن مع النسخة العاشرة من أسبوع المهاجر الذي تنظمه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. كما تندرج فعاليات النسخة التاسعة لهذا الحدث السنوي، المنعقدة من 13 إلى 22 ديسمبر الجاري تحت شعار:”نموذج سوسيو-اقتصادي أكثر إدماجًا”، استحضارًا للدور الحيوي الذي يلعبه الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كمدخل لتعزيز إدماج المهاجرين/ات في النسيج الاقتصادي لدولة الاستقبال.
وبهذه المناسبة، واحتفاءً بالنجاح الذي حققته هذه النسخة التاسعة، أتوجه بأسمى عبارات الشكر والامتنان إلى شركاء الجمعية، سواء المؤسساتيين أو غير المؤسساتيين، الذين كان لدعمهم المالي، المبدئي، والرمزي أثر كبير في تحقيق هذا النجاح. كما أخص بالشكر كل المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان وحقوق المهاجرين بشكل خاص، الذين يساندون مشروع الجمعية المدافع عن قيم حقوق الإنسان في شموليتها وبعدها الكوني، بهدف بناء مجتمعات يسودها السلام والعيش المشترك، ومناهضة كل أشكال التمييز والعنصرية والعنف المبني على النوع.
ولكل النساء والرجال، الشباب والشابات المنتمين إلى الجمعية والمتعاطفين معها، الساهرين على تنزيل رؤيتها ورسالتها عبر مختلف البرامج والأنشطة، أوجه أعمق عبارات الشكر والتقدير.
وموعدنا السنة المقبلة مع النسخة العاشرة للمعرض البين-ثقافي الإفريقي في عام .2025 إلى ذلك الحين، أتمنى للجميع سنة 2025 سنة السلام، العيش المشترك، والتضامن.
“
Abdeslam Amakhtari
رئيس جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية
ASTICUDE